google-site-verification=eU5k-6esAUNUiUJsGJGdwTxnkJl4httUZCU41bY7Xe8
top of page

التعزيز الإيجابي: المفهوم العلمي الذي يغير سلوك الأطفال دون عقاب

في عالم التربية الحديثة، لم يعد العقاب هو الوسيلة الأساسية لتعديل سلوكيات الإطفال، وبعد ذلك ظهر مصطلح التعزيز الإيجابي وهو واحد من أكثر الأساليب فاعلية لبناء سلوكيات سليمة حيث أنه واحد من افضل طرق العلاج وتقويم السلوكيات لدى الأطفال. يقوم مفهوم التعزيز الإيجابي على تشجيع الطفل ومكافأته عند قيامه بسلوك مرغوب فيه، مما يعزز احتمال تكرار هذا السلوك في المستقبل.

ما هو التعزيز الإيجابي السلوكي؟ 

التعزيز الإيجابي هو أحد المفاهيم الأساسية في علم النفس السلوكي، ويعني ببساطة تقديم مكافأة أو استجابة إيجابية بعد حدوث سلوك معين بهدف تشجيع تكراره.

فعلى سبيل المثال، عندما يقوم الطفل بترتيب ألعابه دون أن يُطلب منه ذلك، يمكن للأم أن تثني عليه أو تمنحه وقتًا إضافيًا للعب، مما يجعله يشعر بالإنجاز ويكرر السلوك من تلقاء نفسه.

التعزيز الإيجابي: المفهوم العلمي الذي يغير سلوك الأطفال دون عقاب

ينسب تعزيز السلوك الإيجابي إلى عالم النفس السلوكي بي إف سكينر كجزء من أبحاثه التي أجراها خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين. فقد ركز سكينر على دراسة الطرق التي يمكن من خلالها تعديل السلوك البشري من خلال الاستجابات المختلفة التي يتلقاها الفرد بناءً على أفعاله، وهو ما عُرف لاحقًا باسم الإشراط الإجرائي (Operant Conditioning).


ويعتمد هذا المفهوم على فرضية أساسية مفادها أن علاقة السلوك بنتائجه تمثل أفضل وسيلة لفهمه والتحكم فيه. وقد تطوّر هذا الاتجاه من "قانون التأثير" لإدوارد ثورندايك (Thorndike)، الذي نصّ على أن السلوك الذي يعقبه نتيجة إيجابية أو مرغوبة يميل إلى التكرار، بينما السلوك الذي يعقبه أثر سلبي أو غير مرغوب فيه يقلّ احتمال تكراره

أنواع التعزيز الإيجابي 

يوجد العديد من أنواع المعززات المختلفة والتي يمكن استخدمها لزيادة السلوكيات الجيدة، ولكن قبل البدء في تعزيزا لسلوك الإيجابي يجب اختيار نوع المعزز المستخدم والذي يكون مناسبًا للفرد والموقف. 

1 - المعززات  الطبيعية 

تحدث مباشرة نتيجة للسلوك، مثال: عندما يدرس الطالب بجد، وينتبه في الفضل، ويقوم بجميع وجباته المدرسية، ونتيجة لذلك يحصل على دراجات ممتازة ويتفوق. 


2 - المعززات الاجتماعية 

تتضمن التعبير عن الموافقة على السلوك، والتي تتمثل في متابة او قول عمل جيد أو ممتاز


3 - المعززات الملموسة 

وتشمل تقديم مكافأت فعلية ومادية مثل الحوى والألعاب والمكفأت المالية. وهذا النوع من التعزيز السلوك الإيجابي من أقوى الأنواع، ولكن يجب أن يستخدم باعتدال وحرص. 

4 - معززات رمزية 

هي نقاط أو رموز مميزة تمنح مقابل تنفيذ سلوكيات أو إجراءات معينة، ويمكن لاحقًا استبدال هذه الرموز بشيء ذي قيمة.

التعزيز الإيجابي: المفهوم العلمي الذي يغير سلوك الأطفال دون عقاب

ما هي اساسيات نجاح التعزيز الإيجابي 

أساسيات نجاح التعزيز الإيجابي تعتمد على مجموعة من المبادئ لضمان أن يكون التأثير فعّالًا ومستدامًا في تعديل السلوك. أهم هذه الأساسيات:

1 - توقيت التعزيز 

يجب تقديم المعزز مباشرة بعد حدوث السلوك المطلوب، وذلك لأن التأخير يقلل من فعالية التعزيز. 

مثال: إذا أكمل الطالب واجبه، أظهر له التقدير أو قدم مكافأة فورًا.

2 - وضوح السلوك المطلوب 


يجب أن يكون الشخص أو الطفل يعرف بالضبط أي سلوك سيتم تعزيزه.

مثال: قول “عمل ممتاز في حل المسائل الرياضية” بدلاً من مجرد “أحسنت”

3 - التناسب بين السلوك والمعزز 

يجب أن يكون المعزز ملائمًا لقيمة الجهد المبذول.

مثال: جائزة صغيرة للواجب اليومي، وجائزة أكبر عند النجاح في امتحان كامل


4 - التنوع في المعززات 

ستخدام أنواع مختلفة من المعززات (طبيعية، اجتماعية، ملموسة، رمزية) للحفاظ على الدافعية ومنع الملل.

5 - الاعتدال والثبات 

تقديم التعزيز بشكل متسق دون إفراط أو إفراط شديد، لأن الإفراط قد يقلل من قيمة المعزز.

6 - الصدق والمصداقية

يجب أن يكون التعزيز صادقًا وغير مصطنع، حتى يبني الثقة ويحفز السلوك بشكل فعّال.

اهمية تعزيز السلوك الايجابي​


تكمن اهمية تعزيز السلوك الايجابي تكون في وره الكبير في تطوير الأفراد والمجتماعات وتحفيز التعييز الإيجابي. ويمكن تلخيص أهمية تعزيز السلوك الايجابي في النقاط التالية: 

  • زيادة تكرار السلوك الجيد:

عندما يتم مكافأة السلوك الإيجابي، يكون من المرجح أن يتكرر مرة أخرى.

  • تعزيز الثقة بالنفس:

التقدير والمكافآت تجعل الفرد يشعر بالكفاءة والقدرة على الإنجاز.


  • بناء العادات الجيدة:

التعزيز المستمر يساعد في ترسيخ السلوكيات الإيجابية وتحويلها إلى عادات دائمة.

  • تحفيز التعلم والتطور:

الفرد يشعر بالدافع لتعلم مهارات جديدة أو تحسين أدائه عندما يرى تقديرًا لسلوكه.

  • تقوية العلاقات الاجتماعية:

المدح والتقدير يعزز من التفاهم والاحترام بين الأفراد ويقوي الروابط الاجتماعية.

برامج التعزيز الإيجابي السلوكي 

  • برنامج نقاط المكافآت (Token Economy):

يكافأ الفرد بنقاط أو رموز عند القيام بسلوك إيجابي، ويمكن استبدالها بمكافآت ملموسة.

مثال: الطالب يحصل على نجمة لكل واجب يُنجزه، وعند جمع 10 نجوم يحصل على جائزة صغيرة.

  • برنامج التعزيز الاجتماعي:

يعتمد على تقديم الثناء والمدح والتقدير للسلوك الإيجابي.

مثال: قول “أحسنت!” أو “عمل ممتاز!” أمام الزملاء أو الأهل.

  • برنامج تعزيز السلوك الإيجابي المدرسي (PBIS - Positive Behavioral Interventions and Supports):

برنامج تعزيز ايجابي شامل يستخدم قواعد واضحة، وتوقعات محددة للسلوك، ومكافآت لتشجيع السلوكيات المرغوبة في المدارس.

  • برنامج الجوائز والمكافآت المادية:

تعتمد هذا النوع من تعزيز اللوك الإيجابي على مكافآت ملموسة مثل الألعاب أو الحلوى أو الهدايا عند تحقيق سلوك إيجابي محدد.

يستخدم بحذر لتجنب الاعتماد الزائد على المكافآت المادية.

  • برنامج التحديات والمسابقات:

تحفيز الأفراد عبر المنافسة الإيجابية أو تحقيق أهداف معينة للحصول على مكافآت رمزية أو حقيقية.

مثال: تحدي أسبوعي بين الطلاب لأفضل عمل جماعي أو مشروع.

  • برنامج تعزيز العادات اليومية:

وضع نظام لتعزيز السلوكيات اليومية الصغيرة بشكل مستمر لبناء عادات إيجابية طويلة الأمد.

مثال: مكافأة الطفل على ترتيب غرفته يوميًا أو ممارسة الرياضة بانتظام.

دبلوم الإرشاد النفسي وتعديل سلوك الإطفال والمراهقيين من كلية نوتنج هيل البريطانية 


دراسة دبلوم الإرشاد النفسي وتعديل سلوك الأطفال والمراهقين في كلية نوتينج هيل البريطانية تمنح أخصائي سلوك الأطفال فرصة فريدة لتطوير مهاراته بشكل أكاديمي وعملي متقدم. هذا الدبلوم يوفر معرفة متخصصة بأحدث الأساليب العلمية في تقييم السلوك وتطبيق استراتيجيات تعديل السلوك بفاعلية، مع التركيز على تعزيز القدرات العملية للأخصائي في التعامل مع الأطفال والمراهقين. كما يفتح هذا البرنامج أبوابًا واسعة لتحسين المستقبل المهني، حيث يزيد من فرص العمل في المدارس، والمراكز النفسية، وعيادات تعديل السلوك، ويعزز الثقة لدى الأهل والمعلمين في خبرة الأخصائي، مما يجعله مؤهلاً لتقديم استشارات وبرامج علاجية متكاملة وفعالة.


bottom of page