google-site-verification=eU5k-6esAUNUiUJsGJGdwTxnkJl4httUZCU41bY7Xe8
top of page

ما هو طيف التوحد، أعراضه وطرق التعامل معه

Updated: Mar 23

التوحد أو كما يطلق عليه متلازمة طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder - ASD)، هو أحد الاضطرابات  العصبية التطورية يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة وهو يؤثر على كيف يتعامل الطفل، وطريقة تواصله مع الآخرين والتفاعل الاجتماعي. يعاني الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد من اختلافات في وظائف المخ يمكن أن تؤثر على سلوكهم وتفاعلاتهم الاجتماعية. 


التوحد: ما هو طيف التوحد، أعراضه وطرق التعامل معه

ما هو التوحد؟

التوحد هو اضطراب عصبي تطوري يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، وعادةً تظهر أعراضه قبل سن الثالثة، ويتميز بوجود صعوبات مهارات متعددة مثل صعوبات في التفاعل الاجتماعي، التفاعل اللفظي وغير اللفظي، بالإضافة إلى تكرار أنماط سلوكية معينة. ولكن تختلف حدة طيف التوحد من شخص لآخر، فقد تكون خفيفة لدى البعض وشديدًَا لدى الآخرين، مما يتطلب خططًُا علاجية مخصصة. 

ما هي أعراض طيف التوحد؟

تتفاوت أعراض التوحد بين المصابين، ولكن يوجد هناك بعض السمات المشتركة التي قد تلاحظ لدى المصابين. 

صعوبات في التواصل الاجتماعي

قد يلاحظ أولياء الأمور أن طفلهم لا يشير إلى الأشياء التي يطلبها، وقد يستخدم الأخرين للإشارة إلى الأشياء مثل الإمساك بيد الأم للإشارة.  ومن أهم أعراض التوحد هو عدم الاستجابة لاسمه عند مناداته، سواء من قبل الوالدين أو المدرسين، وذلك لأنه يظهر وكأنه لا يسمع. 

ومن أهم أعراض طيف التوحد التي يجب الاهتمام بها عند ظهورها هو فقط القدرة على الكلام أو تأخر الكلام والتواصل خلال السنوات الأولى من مرحلة الطفولة. يجد الطفل المصاب بالتوحد صعوبات كبيرة في تكوين الصدقات أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، كما أنه يميل إلى العزلة ويفضل أن يلعب بمفرده. 

سلوكيات نمطية ومتكررة 


قد تظهر أعراض طيف التوحد على شكل أداء حركات متكررة مثل رفرفة اليدين والتأرجح. كما أن التعلق الشديد بروتين معين والانزعاج عند تغييره من أكثر أعراض طيف التوحد شيوعًا. ويظهر مصاب متلازمة طيف التوحد الاهتمام الشديد بموضوعات محددة مثل الأرقام أو القطارات أو الخرائط.

حساسية مفرطة أو ضعيفة المحفزات الحسية

الاستجابة المفرطة للأصوات أو الأضواء أو اللمس. وعدم الشعور بالألم أو الحرارة بشكل طبيعي.

اسباب متلازمة طيف التوحد 

لم يتم تحديد سبب واحد محدد للتوحد، ولكن يعتقد أن هناك عوامل متعددة تلعب دورًا في تطوره، منها:

  • العوامل الجينية: وجود تاريخ عائلي من الاضطرابات العصبية قد يزيد من احتمالية الإصابة.

  • العوامل البيولوجية والعصبية: تشير الأبحاث إلى وجود اختلافات في بنية ووظائف الدماغ لدى المصابين بالتوحد.

  • العوامل البيئية: بعض الدراسات تربط بين التعرض لبعض السموم البيئية أو المضاعفات أثناء الحمل وزيادة خطر الإصابة بالتوحد.

ما هي طرق التعامل مع التوحد؟

رغم عدم وجود علاج نهائي لاضطراب طيف التوحد، فإن التدخل المبكر والدعم المناسب يمكن أن يساعد في تحسين جودة الحياة لدى المصابين. تشمل الأساليب العلاجية ما يلي:


1. التدخلات السلوكية والتربوية

  • العلاج السلوكي التطبيقي (ABA): يعتبر من أكثر الأساليب فعالية لتحسين المهارات الاجتماعية واللغوية وتقليل السلوكيات غير المرغوبة.

  • علاج تحليل السلوك الوظيفي: يساعد في تحديد دوافع السلوكيات المتكررة وإيجاد بدائل مناسبة لها.

  • التعليم المخصص: وضع برامج تعليمية فردية تتناسب مع قدرات الطفل واحتياجاته.

2. العلاج اللغوي والتواصل

  • يهدف إلى تحسين القدرة على التحدث وفهم اللغة.

  • استخدام وسائل التواصل البديلة مثل بطاقات الصور أو الأجهزة الصوتية لغير الناطقين.

3. العلاج الوظيفي والحسي

  • يساعد على تحسين القدرة على التعامل مع المؤثرات الحسية المختلفة.

  • تعزيز المهارات الحركية الدقيقة والتنسيق بين الحواس.

4. الدعم الأسري والتدريب

  • توفير برامج توعية للأهل لمساعدتهم في فهم احتياجات الطفل وكيفية التعامل معه.

  • تقديم الدعم النفسي للأسر من خلال مجموعات الدعم والاستشارات النفسية.


العلاقة بين العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والتوحد


على الرغم من أن العلاج المعرفي السلوكي تم تطويره في الأصل لعلاج اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق، إلا أنه أصبح أداة فعالة في مساعدة الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD)، خاصة أولئك الذين لديهم قدرة جيدة على التواصل اللفظي. يمكن أن يساعد CBT في معالجة العديد من التحديات التي يواجهها الأشخاص المصابون بالتوحد، مثل:

  1. القلق الاجتماعي: يساعد في التغلب على المخاوف الاجتماعية وتحسين مهارات التواصل.

  2. إدارة التوتر والغضب: يعلّم استراتيجيات تنظيم المشاعر والاستجابة بطرق أكثر هدوءًا.

  3. المرونة المعرفية: يساعد في التعامل مع التغيرات المفاجئة وكسر الروتين الصارم.

  4. تحسين مهارات حل المشكلات: يعزز القدرة على التفكير المنطقي في مواجهة المواقف الصعبة.

  5. تقليل السلوكيات المتكررة وغير التكيفية: يساعد في استبدال العادات غير المرغوبة بسلوكيات أكثر إيجابية.


في الختام، اضطراب طيف التوحد هو حالة معقدة تتطلب فهماً عميقًا ودعمًا شاملاً للمصابين به وأسرهم. من خلال التدخل المبكر واستخدام الأساليب العلاجية المناسبة، يمكن تحسين مهارات الأطفال المصابين بالتوحد ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة. لا بد من تعزيز الوعي المجتمعي حول التوحد لضمان دمج الأفراد المصابين به في المجتمع ومنحهم الفرص المناسبة للنمو والتطور.


Comentarios


bottom of page