الفرق بين الارشاد الاسري والإرشاد الزواجي، كلهما إرشاد ولكن هدفهم مختلف
- Fayrouz Soliman
- 4 days ago
- 4 min read
في العلاقات الإنسانية، تتقاطع الأدوار وتتداخل المشاعر، لكن يبقى لكل علاقة خصوصيتها وطبيعتها الفريدة. وبينما يبدو الارشاد الاسري والإرشاد الزواجي وجهان لعملة واحدة، فإن كلا منهما يسلك طريقًا مختلفًَا نحو هدف مشترك وإلا هو تحسين العلاقات العائلية والزواجية بالإضافة إلى والتوازن العاطفي داخل الأسرة.

في هذا المقال، نكتشف معًا الفروق الجوهرية بين النوعين، وكيف يسهم كل منهما في بناء أسرة متماسكة وعلاقة زوجية أكثر وعيًا ونضجًا.
ما هو الإرشاد الزواجي - Marriage Counseling؟
يعتبر الارشاد الزواجي أحد أدوات تقديم المشورة والدعم والتوجيه للأزواج الحالين أو المقبلين على الزواج، وذلك بهدف تحسين العلاقة الزوجية وحل المشكلات الزوجية المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، الارشاد الزواجي -marriage counseling يضم تقديم المشوراة في عدة امور من بينها: التواصل الفعال بين الأزواج، زيادة الثقة والاحترام المتبادل بين الأزواج، وتحسين مهارات حل المشاكل والتعامل مع الصراعات.
أما في حالة الإزواج المقبليين على الزواج، فيكون دور المرشد الزواجي هو تقديم المشورة فيما يتعلق بالتحضير للزواج والتي تشمل تحديد المتطلبات الشخصية والعائلية والاجتماعية للشريك المناسب. وتقديم النصائح لتحديد الأهداف والتوقعات الزوجية، والتعرف على المشكل المحتملة التي يمكن أن تواجه الزوجين في المشتقبل.
من الذي يقدم الإرشاد الزواجي؟
يقدم الارشاد الزواجي من قبل مشتشارين أسريين ذوي خبرة ومؤهلين في هذا المجال، ويتم تقديم الإرشاد الزواجي بشكل فردي أو جماعي، كما أن في بعض الأحيان من الممكن تقديم الارشاد الزواجي عبر الإنترنت.
ما هو الارشاد الاسري - Family Counseling ؟
الارشاد الاسري هو مجموعة من الخدمات النفسية والإجتماعية والتي تهدف إلى تحسين العلاقات الأسرية حيث أنه يتعامل مع الأسرة كوحدة متكاملة، كما أنه يوفر الدعم النفسي والاجتماعي للأسرة. ويعمل الإرشاد الأسري على توجيه الأسرة للتعامل مع المشكلات والصعوبات.
بالإضافة إلى ذلك، ينطلق هذا النوع من الإرشاد النفسي من فكرة ان الأسرة نظام مترابط حيث يتأثر كل فرد فيه بالآخرين، وبالتالي فإن أي اضطراب في أي جزء مها ينعكس على باقي المنظومة.
ما هو دور المرشد الأسري؟
يعمل المرشد الأسري على مشاعدة الأفراد في الأسرة عن طريق:
فهم أنماط التفاعل والعلاقات بينهم
تعزيز مهارات التواصل والحوار الفعال
معالجة الصراعات الأسرية مثل الخلافات الزوجية أو صعوبات تربية الأطفال والتعامل معهم.
دعم الأسرة في أوقات الأزمات والتغيرات الحياتية مثل الطلاق، الفقد، أو الضغوطات الاقتصادية.
ملحوظة: الارشاد الاسري يعتبر أحد أهم فروع علم النفس التطبيقي، والذي يسعى إلى تحقيق الانسجام الأسري والتوازن النفسي كخطوة أساسية نحو استقرار المجتمع بأكمله.
7 مبادئ أساسية في الارشاد الاسري والزواجي؟
يقوم الارشاد الاسري والزواجي على مجموعة من المبادئ الأساسية التي توجه الممارس المهني في تعامله مع الأفراد والأسر لضمان تحقيق أهداف العملية الإرشادية بفعالية وأمان نفسي. ومن أبرز هذه المبادئ:
1 - السرية
الحفاظ على خصوصية ما يدور في الجلسات الإرشادية من معلومات شخصية أو أسرية، وعدم الإفصاح عنها لأي طرف خارجي إلا بموافقة المسترشد أو في حالات تهديد السلامة العامة.
2 - الاحترام المتبادل
يقوم المرشد على احترام قيم وأفكار كل فرد داخل الأسرة، دون إصدار أحكام أو انتقادات، مع مراعاة الفروق الثقافية والاجتماعية والشخصية بين الأزواج أو أفراد الأسرة.
3 - الحياد والموضوعية
يحرص المرشد على الابتعاد عن التحيز لأي طرف في النزاع الأسري أو الزواجي، ويركز على فهم المشكلة من جميع الزوايا للوصول إلى توازن في الحلول.
4 - التعاون والمشاركة
العلاقة بين المرشد والمسترشد قائمة على الشراكة والتعاون، حيث يشجع الأفراد على المشاركة في وضع الأهداف واتخاذ القرارات العلاجية بأنفسهم.
5 - التركيز على الحلو
يركز الإرشاد الزواجي على تمكين الأسرة أو الزوجين من اكتشاف إمكانياتهم الخاصة لحل المشكلات، بدلاً من التركيز على اللوم أو تحليل الماضي فقط.
6 - التكامل بين الجانب النفسي والاجتماعي
ينظر الارشاد الاسري والزواجي إلى الإنسان ككلّ متكامل، يتأثر بعلاقاته الأسرية والاجتماعية والعاطفية، لذلك تهدف الجلسات إلى تحقيق التوازن بين الفرد والبيئة المحيطة به. يركز الإرشاد على تمكين الأسرة أو الزوجين من اكتشاف إمكانياتهم الخاصة لحل المشكلات، بدلاً من التركيز على اللوم أو تحليل الماضي فقط.
7 - الوقاية قبل العلاج
من أهم مبادئ الإرشاد أن يبدأ بالدعم والوقاية قبل أن تتفاقم المشكلات، من خلال التوعية الأسرية، وتدريب الأزواج على مهارات التواصل وإدارة الخلاف.
التوافق الزواجي: ثمرة الإرشاد الأسري والزاوجي
بعد أن تعرفنا على الإرشاد الأسري بهدفه إلى تحسين العلاقات داخل الأسرة ككل، وعلى الإرشاد الزواجي الذي يركز على العلاقات بين الزوجين تحديدًا، يبرز مصطلح التوافق الزواجي كنتيجه طبيعية للارشاد الأسري والزواجي، وهو يعتبر المؤشر الأوضح على نجاح العلاقة الزوجية واستقرارها النفسي والعاطفي.
ولا يعني التوافق الزواجي غياب المشكلات والخلافات الزواجية، ولكنه يشير إلى القدرة على التعامل معها بنضج ووعي وتفاهم. حيث يستطيع كل طرف فهم احتياجات الآخر، والتكيف مع الاختلافات الشخصية، مما يؤدي إلى علاقة تقوم على الاحترام، الدعم المتبادل، والتوازن العاطفي. ومن هنا، يمكن القول إن الإرشاد الأسري والزواجي هما الوسيلتان، أما التوافق الزواجي فهو الغاية التي يسعى إليها كلاهما، لتحقيق أسرة أكثر انسجامًا وعلاقات أكثر استقرارًا ونضجًا.
دبلوم استراتيجيات الإرشاد الأسري والتوافق الزواجي
هل ترغب بأن تصبح مرشدًا أسريًا محترفًا قادرًا على إحداث تغيير حقيقي في حياة الأفراد والعائلات؟
دبلوم استراتيجيات الارشاد الاسري والتوافق الزواجي من كلية نوتنج هيل البريطانية يزودك بالمعرفة والمهارات العملية التي تؤهلك لتقديم الدعم الفعال للأسر والأزواج. ستتعلم خلال الدبلوم كيفية التعامل مع التحديات اليومية داخل الأسرة، تطوير التوافق بين الزوجين، معالجة العنف الأسري، فهم أنماط الشخصية، وتطبيق الاستراتيجيات العلاجية البينية.
دبلوم استراتيجات الإرشاد الأسري والتوافق الزواجي يقدم شهادة بريطانية معتمدة من BAC، ستتمكن من الإسهام في بناء أسر أكثر تماسكًا واستقرارًا.
في النهاية، يتضح لنا أن الإرشاد الأسري والإرشاد الزواجي ليسا مجرد خدمات علاجية، بل هما منظومتان متكاملتان تسعيان إلى تحقيق التوازن في أكثر العلاقات الإنسانية عمقًا.
فمن خلال فهم الديناميات الداخلية للأسرة، وبناء قنوات تواصل قائمة على الاحترام والتفاهم، يتحقق التوافق الزواجي بوصفه الثمرة الأسمى لهذا الجهد الإرشادي. إن نجاح العلاقة الزوجية لا يقاس بغياب الخلافات، بل بقدرة الشريكين على تجاوزها بنضج ووعي.
وهنا تتجلى أهمية الإرشاد كأداة وقائية وتطويرية تعيد للأسرة انسجامها، وللفرد توازنه، وللمجتمع استقراره. ويبقى الإرشاد الأسري والزواجي علمًا وإنسانًا في آنٍ واحد يستند إلى المعرفة النفسية، ويمارس بحس عميق من الفهم والتعاطف.